إيطاليا توقف - لصها - الصغير .. .. جميل فعلاً
اليوم وبعد 22 سنة .. تجرأ أحدهم وأطلق صرخة تهديد ولو - متأخره - في وجه اللصوص ..
إيطاليا - بلد - المعكرونة والمافيا .. وكرة القدم ..
إيطاليا - بلد - التناقضات والجنون .. والجمال .. برافو حقاً
فقد فعلتم الصواب - عين الصواب - وأصبح من يسرق هدفاً لصا أخيراً ..
بعد أن عشنا سنوات من التخبط ..
سنوات من الشد والجذب ..
سنوات .. من الظلم
الظلم الذي كاد أن يتحول إلى عدالة ..
والسرقة إلى حق ..
واللص إلى إنسان ذكي ..
وصدقوني لا أعرف كيف وصل بنا الحال إلى تمجيد اللصوص .. لمجرد أننا نحبهم .. !!
ولا أعرف لما يصر كل من يحاورني على محاولة إقناعي أن مارادونا كان ذكياً وليس لصاً .. !!
هو .. كان أسطورة .. لا خلاف على ذلك
هو .. كان معجزة كروية .. لا جدال أيضاً في ذلك
وهو .. لص .. وهذا ما لا يتفق معي فيه الكثير .. لأنهم يحبون اللص ..
عندما كان روبن هود لصاً .. كان الفقراء يحبونه لأنه يسرق من الأغنياء ويعطي للفقراء .. ولكن هل مارادونا سرق الأغنياء فعلاً وأعطى الفقراء ..؟؟
ثم .. هل يحق لنا أن نسرق من الأغنياء لنعطي الفقراء ... ؟!!!
تخيلوا معي لو لم يسجل مارادونا هدفاً باليد .. ماذا سيكون مصير كأس العالم 1986 ..؟؟
ربما فازت به إنجلتراً او المانيا أو لربما كان قد ذهب إلى بلجيكا ..
ولمن لا يتذكر كثيراً تلك الحادثة - الشهيرة - أقو ل أن مارادونا سجل هدفاً باليد في المرمى الإنجليزي ثم سجل هدفاً - رائعاً - قبل أن يقلص لينكر النتيجة إلى هدف بعد تسجيله هدفاً بالرأس .. لتنتهي المباراة بـ2-1 ..
هدف باليد .. غير التأريخ وقلب المفاهيم ..
ولست هنا بصدد التحدث عن أحقية الأرجنتين بكأس العالم ولكني أتحدث عن فكرة - اللصوصية الكروية - التي صارت مباحة لمجرد أن مارادونا هو من فعلها أولاً ..
فنقول - مثلاً - يريد أن يسجل باليد كمارادونا .. ونقولها بفخر .. فهذا ذكاء .. وننسى أن ما فعله مارادونا كان خداعاً وغشاً ولصوصية ..
والمضحك أن مارادونا نفسه كان يطالب في تلك البطولة - بإحترام - إنسانية اللاعبين وعدم إرغامهم على اللعب تحت الشمس الحارقة .. وأطلق الشتائم على الأتحاد الدولي وتفنن في إختيار الألفاظ - التي تداعب العواطف - لكي يكسب تعاطف الكثيرين .. بينما هو لم - يحترم - قوانين اللعبة فكيف سيحترم من يلعب اللعبة ومن يشاهدها ..
ولكن العالم - بإستثناء - الإنجليز صفقوا لفعلته تلك .. صفقوا بحرارة ..
قالوا .. أنه ذكاء
قالوا .. أنها عبقرية
قالوا .. القانون لا يحمي المغفلين .. وقالوا وقالوا وقالوا ..
لا بل أن - قناة الجزيرة - تعتبر - ريفالدو - لصاً .. ولا تفعل ذلك مع أكبر لص في تأريخ كرة القدم .. فقط لأنه أسطورة .. وربما لأن العاملين في القناة من عشاق الأسطورة .. وهذه ليست مشكلتي على الأطلاق .. فكل إنسان يحب من يريد ويكره من يريد .. ولكن العداله تقول أن علينا أن نضع العواطف جانباً عندما نطلق الأحكام ..
ولم يكتفي مارادونا بذلك بل أمتد - حسه - العالي بالسرقة إلى العام 1990 .. حين منع هدفاً للروس في المرمى الأرجنتين بيده .. ومهدت السرقة الجديدة الطريق للأرجنتين للوصول إلى دور الـ16
وصدقوني لم تكن مشكلة مارادونا خارج الملعب فقط .. بل داخله أيضا ..( ربما لأنه إعتاد على أن تصفق له الجماهير مهما فعل ) ..
هدف باليد .. في 86
ومنع هدف باليد في 90
ثم .. تم وضع مادة تثير الإضطرابات في المعدة للاعبي البرازيل في دور الـ16 في كأس العالم 90 .. وبعد سنوات يحكي مارادونا تلك الحادثة بشيء من السخرية .. وهو يضحك .. فقط لأنه تعود على أن يصفق له العالم مهماً فعل لمجرد أنه أسطورة ..
( أنا لا أقول أنه من وضع تلك المادة ولا أقول أنه خطط لها ولكني اقول أنه كان يعلم بها .. )
.. ثم .. مخدرات
وما أدراني أنه لم يتناول المنشطات ..
وما أدراني أنه لم يفز بالدوري الإيطالي بالغش والمافيا ..
كل شيء جائز .. للاعب تجاوز كل الحواجز ..
ماذا لو كانت اللجنة التأديبية التي اصدرت القرار بحق - جيلا - هي من كانت تدير كأس العالم 86 .. ؟؟؟
دي كانيو .. رفض تسجيل هدفاً عندما رأي حارس الخصم ساقطاً على الأرض يتألم ( برافو يا إيطالي ) .. بالرغم من أنه كان عصبياً جداً كثير المشاكل ولكن عندما شعر أنه سيفوز بدون - عدالة - في التنافس .. رفض وضع الكرة في المرمى الخالي - برافو مرة أخرى يا إيطالي - ...
وبرافو إيطاليا ..